Oran / كرة القدم النسوية بالجزائر بين الواقع الرافض و إصرار التحدي

Photo Grand Reporter /DR

تعرف ممارسة كرة القدم النسوية بالجزائر واقعا مرا ومؤلما غير ذلك الذي تعرفه مختلف الرياضات الاخرى من مختلف التخصصات من منطلق الاعتقاد السائد لدى الكثير من الجزائريين بأن ممارسة كرة القدم ما زالت حكرا على الرجال فقط دون 
النساء.


وفي هذا السياق ترى لاعبة نادي انتصار وهران حورية نكروف أن نظرة المجتمع إلى المرأة التي تمارس كرة القدم تغيرت نحو الأفضل مقارنة بالسنوات الماضية ، حيث قالت: "في الماضي كان من الصعب على المرأة أن تمارس هذه الرياضة لكن الآن أصبح الوالدان هما من يشجع البنت على لعب كرة القدم ، فهناك تحسن كبير من هذا الجانب وأصبحت نسبة التفهم كبيرة ، وحتى من حيث الإمكانيات هناك تحسن واضح مقارنة بالماضي عندما كنا نلعب كرة القدم فقط حبا لهذه الرياضة".
و لكن بين الرأي المؤيد و المدافع على حرية اختيار ممارسة كرة القدم والرافض إطلاقا لممارسة هذه الحرية تجد الكثير من النساء الممارسات لكرة القدم أنفسهن في وضعية حرجة جدا لا تحسدن عليها تماما كونهن الوحيدات في نهاية الأمر اللاتي تواجهن المجتمع الذكوري و حتى النسوي في بعض الحالات ، خاصة من جانب عدم اهتمام الإعلام حيث اشتكت نفس اللاعبة من عدم اهتمام الإعلام بكرة القدم النسوية ، إذ بدت متفاجئة لقدومنا إلى الملعب للحديث مع بعض أعضاء النادي. وقالت في هذا السياق: "شكرا لكم على اهتمامكم بنا ، فنحن نعاني من لا مبالاة كبيرة من طرف وسائل الإعلام على عكس ما نراه لدى أندية الوسط والشرق".
أما عن المضايقات في الملاعب أثناء المباريات ، فأضافت نفس المتحدثة أن هذا المشكل غير مطروح بما أن مباريات البطولة الوطنية غالبا ما تلعب في الساعات الأولى من الصباح ، حيث جاء في تصريحها: "في الحقيقة لا تصادفنا أي مضايقات لأن المدرجات أصلا لا تمتلئ خلال المباريات ، فلا يخفى عليكم أننا نلعب على الساعة 9:00 صباحا وعليه فالحضور يقتصر فقط على عائلات بعض اللاعبات".
من جهته اعترف مدرب نادي انتصار وهران بن احمد الهواري أن هناك فئة لا تتقبل مشاهدة المرأة وهي تمارس كرة القدم، خاصة وأن  الرجال أنفسهم لم يسلموا من الانتقادات فكيف للنساء أن يسلموا من ذلك ؟ وجاء في تصريح مدرب انتصار وهران: "في الحقيقة المجتمع لا يرحم سواء تعلق الأمر بكرة القدم النسوية أو أي رياضة أخرى ، بعض الناس تنقصهم الثقافة ولا يتقبلون أن تلعب بناتهم كرة القدم ، وهناك من يتساءلون كيف للمرأة أن تمارس كرة القدم في حين أنه حتى الرجال لم يسلموا من الانتقادات ؟ ".
ودعا المدرب بن احمد الهواري العائلات بالسماح لبناتهن بممارسة كرة القدم ، مؤكدا أن نظرة المجتمع تغيرت قليلا و بشكل تدريجي نحو الأفضل ، حيث قال: "هناك بنات لهن موهبة في كرة القدم اكتشفنها عندما كن صغيرات من خلال لعبهن في الشوارع ، صحيح أن نظرة المجتمع صعبة ، لكن مع مرور الوقت  أصبح هناك نوع من التقبل خلال مباريات البطولة خاصة مع تطور المستوى الفني لكرة القدم النسوية".
وكشف نفس المتحدث أن فريقه توصل الى ان يلعب مباريات ودية مع الذكور من اجل تحسين المستوى و تطويره قائلا: "أصبحنا نلعب مباريات ودية مع الذكور وتمر في ظروف عادية ، يمكن للكرة النسوية أن يكون لها مستقبل ، لكن على السلطات المحلية أن تنظر إلينا و تهتم بنا ".
ولإجراء مقارنة بسيطة مع الرياضات الأخرى حول نظرة المجتمع للاعبة كرة القدم ولاعبة كرة اليد ، أخذنا رأي حارسة مرمى نادي كاسطور لكرة اليد عليوش شيماء ، والتي قالت في هذا الخصوص: "في العديد من المرات يقولون لي أن ما أفعله هو مجرد تضييع للوقت وأنه لا مستقبل لكرة اليد في الجزائر ، وهناك من يستهزؤون بنا ، لكنني لا أوافق هذه الآراء لأن الرياضة ليست حكرا على الذكور بل حتى الإناث لهن الحق في ممارسة الرياضة لكن للأسف لا يوجد فئة كبيرة من تؤيد هذا الرأي".


وكعينة عن رأي المواطنين في الموضوع أخذنا رأي بارتي عبد الرحمان الذي قال: "بغض النظر عن الدين والتقاليد ، أعتقد أن كرة القدم هي رياضة مميزة جدا ، وعليه فسواء تعلق الأمر بالذكور أو الإناث لا يوجد أي فرق بما أن الروح الرياضية والإستمتاع بهذه اللعبة حاضرين". وأضاف: "إذا أرادت أي بنت أن تلعب كرة القدم فما عليها سوى ارتداء حذائها والإستمتاع ب90 دقيقة من المنافسة ، ونحن نعلم أن 
هناك العديد من الفتيات يعشقن كرة القدم حتى النخاع ".   

Un reportage de DJOUAHRA Djilali et Bessayeh Abdelmadjid 

Commentaires

Articles les plus consultés